-A +A
علا الشيخ (أبوظبي) ola_k_alshekh@
إحباط عام من مستوى الإنتاجات للدراما العربية في موسم رمضان الحالي، هذا الموسم الذي يعتبر استثنائياً بسبب مواكبته للعزل المنزلي الذي يعيشه الوطن العربي، في مواجهة فايروس كورونا كوفيد 19، والذي كان الأمل فيه أن يكون مسعفاً في نقل توجه المشاهد من متابعة الأخبار إلى متابعة المسلسلات للترويح عن نفسه، لكن الذي حدث عملياً أن استياءً عاماً تلاحظه من خلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي التي تعبر بشكل مباشر عن آراء المشاهدين، في هذا المقال الأسبوعي سنبدأ مع أمثلة من الدراما الخليجية، لنتحدث بعدها عن الدراما المصرية وأخيرا الدراما من أقطار عربية متنوعة. بالرغم من تعرض مسلسل محمد علي رود لاستياء من قبل المشاهد الكويتي، مترجماً إياه بإظهار أهالي جزيرة فيلكا بطريقة غير مناسبة، إلا أن مخرج العمل مناف عبدال، قدم أفضل عمل خليجي متكامل العناصر.من جهة أخرى، تغريدة غير موفقة للمخرج محمد العدل مخرج مسلسل أم هارون الذي يعتبر الأكثر جدلاً وحديثاً، أكد من خلالها أنه لأول مرة يصنع عملاً خليجياً برغم أنه لم يتابع أي عمل خليجي سابقاً، ولكنه في التغريدة نفسها يؤكد أنه أصبح تريند في دول الخليج، ويختم التغريدة بـ تحيا مصر وفنانيها. والرد على هذه التغريدة بأنه يفخر بكونه أصبح تريند، أنه بالفعل لو تابع تغريدات المشاهد الخليجي وحتى العربي بشكل عام لاتضح أن غالبية التغريدات تنتقد طريقة إخراجه، وكمية الأخطاء التقنية في العمل التي تعادل الأخطاء التاريخية فيه، وبناء على تغريدته يؤكد من خلالها بشكل غير مباشر أنه استسهل واستخف بصناعة عمل خليجي، فالعدل وهو الذي أخرج سابقاً مسلسل حارة اليهود الذي كان حينها من أهم الأعمال الرمضانية لكنه لم يبذل مجهوداً يذكر في إخراج أم هارون بسبب أنه بالفعل لم يشاهد الأعمال الخليجية في السابق، ولا يعرف البيئة الخليجية ولا شكلها ولا عاداتها ولا تقاليدها وهنا نتحدث فنياً بعيداً عن ماذا يحمل العمل من معان مثيرة للجدل.

في المقابل، من لا يحب ناصر القصبي ولا يحب متابعة أعماله؟، فهذا الفنان الشامل استطاع أن يبني ثقة بينه وبين جمهوره بأن وجوده في أي عمل يعني أن ثمة قيمة فنية تستحق المشاهدة والمتابعة، والجميع يشهد بتاريخه الفني ويحفظه ويقدره، لكن هذا العام مع مسلسل مخرج 7، لم يكن ناصر القصبي موفقاً، ولم يترك العمل أثره المطلوب، وكانت قناة ذكريات هي المسعفة بأن عاد محبو القصبي لمشاهدة حلقات طاش ما طاش، النقد هنا من قبل متابعيه ليس كرهاً بل حب وحرص على مكانة القصبي التي تركها على مر السنين، وهذا الذي حدث مع شريكه لسنوات طويلة عبدالله السدحان، الذي يظهر في مسلسل كسرة ظهر، بدور بعيد عن الكوميديا، لكنها تؤكد على ممثل من نوع خاص يستطيع التنوع، ومع هذا تاق الجمهور لذكريات السدحان والقصبي وكانت العودة لمشاهدة أعمالهما السابقة هي الملاذ. من ناحية ثانية كان من الممكن أن يكون مسلسل شغف للمخرج محمد القفاص وبطولة هدى حسين، من الأعمال الخليجية الجيدة، لكن الذي حدث هو الخطأ في طريقة الإعلان عن العمل والتي كشفت الكثير من تفاصيله وحكايته، فعنصر الترقب لم يعد مجدياً، لأن المشاهد عرف الحكاية تقريباً.


ومن الأعمال الخليجية التي تعتبر جميلة وتبعث السرور دون أي تعقيدات مسلسل مانيكان بطولة وإخراج هيا عبدالسلام التي تظهر أيضاً بنفس الصفة في مسلسل رقم الحظ 7 وضيفة شرف في مسلسل أم هارون. مسلسل مانيكان يحمل فكرة خفيفة الظل لمجموعة نساء تعتبر كل الرجال خطراً يجب تجنبه، وتدور أحداثه في معمل خياطة يقابله مقهى يعج بالشباب، لتعيش حكاية لطيفة، في تحديات لشابات حالمات لكن في نفس الوقت يخفن من الجدة التي تؤدي شخصيتها بتمكن الممثلة القديرة أسمهان توفيق.